لطالما أيقنت أن لكل إنسان وهب هدية الحياة قصة فريدة يعيش بطولتها، وله يد واختيار في صياغة أحداثها وتفاصيلها يومًا بيوم، وفصلٌ بفصل. -- لذلك هنا محاولة لسرد هذه الفصول المختلفة من حياتي وتأمل في أهم ملامحها التي شكلت من أكون اليوم.
01
أول مرة هنا وعندي فضول
فصل الجامعة 🎓 🖥
لم تنتهي علاقتي بالظهران بعد، فبعد الثانوية أكملت دراستي وبحرص من الوالد الذي كان يعمل ويدرّس في ذات الجامعة، أن أكمل دراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. انضممت إلى الجامعة في ٢٠٠٤ أو دفعة 24 كما كان يُطلق علينا وتخرجت منها في ٢٠٠٩ في هندسة البرمجيات. لم أكن متفوقًا بالمعايير الأكاديمية حينها ولكن أعتقد أني بنيت في هذه المرحلة إحدى أهم شبكات العلاقات والصداقات والمهارات التي امتدت بشكل ملموس على مر الفصول القادمة. كما أن من أهم تجارب تلك المرحلة هي رئاسة نادي هندسة النظم والحاسب الآلي CCSE Club، وكذلك اكتشاف اهتمامي العميق في مجال تصميم واجهات المستخدم وتجربة العميل المرتبطة بالحاسوب. كذلك من أبرز تحارب هذا الفصل الرحلات الطلابية الي نظمتها الجامعة حيث كنت مع أول وفد يسافر إلى سنغافورة. بعد هذه الرحلة في ٢٠٠٨، تشجعت للسفر وحيدًا إلى الخارج وتعلمت أساليب السفر الاقتصادي كاستخدام ما يسمى بالكاوتش سيرفنق Couchsurfing، أو السكن في بيوت الغرباء من أهل البلاد والتعلم عن ثقافاتهم وحياتهم. اسلوب السفر هذا كان يلبي الفضول والمتعة ويضمن القدرة على الاكتشاف لفترات أطول واستمر معي في فصول تالية.
CHAPTER 03
2004
CHAPTER 02
1992
فصل العودة والمدرسة 🎒 🇸🇦
رجعنا كلنا للسعودية في بداية التسعينات، عشت فيها سنوات المدرسة من أولى ابتدائي وحتى التخرج من الثانوية في مدينة الظهران. كنا وأخوتي نقضي عطلات الصيف بين زيارات الأقارب في عنيزة والرياض وبين المراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن التي أسست لمهارات شخصية واجتماعية عدة هي بلا شك أحد أهم معالم هذا الفصل. خلال الهذه السنوات كذلك تطور لدي اهتمام خاص بالحاسب الآلي والتقنية. وكما هو لكثير من أبناء جيلي فألعاب الڤيديو الالكترونية نصيب الأسد من هذه الاهتمامات، ولا تزال إلى اليوم. أحد أهم المهارات التي فتحت لي أبوابًا واهتمامات لاحقة كانت تعلمي أيام المرحلة المتوسطة لبرنامج التصميم الجرافيكي فوتوشوب وأتذكر جيدًا انبهاري لقدرات البرنامج وانبهار الآخرين عن كيف يمكن للتقنية مثل هذه أن تعبر عنا بشكل جميل وتحكي عننا قصص ساحرة.
CHAPTER 08
2018
فصل الماراثونات 🏃♂️
العودة للعمل بدوام كامل لم تكن سهلة. كوني اعتدت حياة الترحال والحركة والتغيير ثم استقر هكذا جعلني أفكر كثيرًا. أصبحت الآن في الـ ٣٠ من عمري هل آن الأوان لآخذ حياتي على محمل الجد كما يقولون؟ أركز على مسار وظيفي، أضبط الوضع المادي وأشتري بيت وأتزوج وأستقر؟ اكتشفت بعد أشهر قليلة في العمل أنني نسيت درس الفصل الرابع، واجهت صعوبة حقيقة في الاستمرار على نمط الحياة الجديد، رغم كل المزايا التي يتمناها الكثير من الناس. أحد الأصدقاء المقربين وصفني بأن وجهك أصبح مربعًا من شدة التقولب، أو محاولة الاندماج، في مكان وحالة لا تتناسب مع من أكون وما أريد.
بعد مرور نصف عام على بداية العمل، وفي محاولة لتعديل نمط الحياة، قررت في مطلع يناير ٢٠١٨ خوض تجربة جري ماراثون كامل ٤٢كم بعد انقطاع قرابة العامين عن الجري. كان ذلك في ماراثون دبي. كانت تجربة مؤلمة وبالكاد استطعت إنهاء ذلك السباق، قررت بعدها العودة للتمرين وعلى أن أخوض سباق ماراثون في كل شهر من عام ٢٠١٨، كل منها في بلد مختلف، كان الشرط الثاني حتى أخلق عذرًا للسفر والاستكشاف مرة أخرى. لم أكن أعلم مدى صعوبة ما عزمت عليه ولكنها ردة فعل على نمط حياة لم أكن راض عنه إطلاقًا ومنها بدأت مغامرة أخرى تفاصيلها في سلسلة فلمية وثائقية تظهر قريبًا من إخراج الصديق 🔗 بدر الحمود. خضنا فيها رحلة حافلة بالمشاق والتعاليم والإنجاز والسفر والاستكشاف والكثير من الجري. ويتكرر السؤال، ماذا بعد؟
CHAPTER 10
2021
فصل الاستقرار ورفيقة الطريق 💍
بعد عودتنا مرة أخرى واستقرارنا في المنطقة الشرقية جربنا خلالها أدوات وطرق مختلفة للتأقلم مع الظروف الجديدة. وتطور مساحتنا الجديدة (مكان) لتكون مقر عملنا أو استقرارنا العملي، كان هناك في المقابل نداء لاستقرار آخر، وأحدى أهم القرارات غيرت نمط الحياة وكنت قد أجلت هذا القرار لسنوات، أخيرًا آن أوانه، لأجد رفيقة الرحلة والطريق التي أصبحت زوجتي، لنكتب كتابنا ونعقد قراننا في سبتمبر ٢٠٢١. ومرة أخرى أصبح طعم وألوان وتعريف الأشياء مختلف، كما يقولون أصبحت أرى المشاعر بدقة عالية HD وهذا ما سيبدأ به الفصل القادم وكل ما سيأتي معه من اسلوب حياة جديدة.
فصل ركد والمحاولة من جديد 🐪
كنت خلال رحلة الفصل الماضي أفكر فعلاً عن ما إذا كنت أود العودة إلى الوظيفة للمرة الثالثة أم أسعى مرة أخرى لمحاولة ضبط الاستدامة من خلال مشروع خاص، وهنا أتت جهود محاولة تحويل مشروع ركد (بحث وتصميم نمط الحياة) إلى واقع. في مطلع ٢٠١٩، يعود دحوم من اليابان ونجتمع في شقة العروبة في الرياض. ليكون مقرًا لنا ونبدأ مغامرة جديدة في العمل الريادي. الكثير من التحديات والمجاهيل تواجهنا ومحاولات مختلفة لفهم عالم المال والأعمال، كيف تجمع بين ما تحب وتجيد وما يحتاجه الناس؟ ثلاث رحلات كبيرة خضناها خلال هذا العام والذي قررنا أن يكون تجربة للعمل معًا. رحلة 🔗 طريق الرماد في آيسلاندا، ثم رحلة طواف بالدراجة حول تايوان، رحلة لتصوير فلم وثائقي عن نمط الحياة 🔗 طريق إيزنا، وأخيرًا رحلة قضينا فيها قرابة الشهر في مزرعة قهوة في كولومبيا 🔗 طريق تشالو. تساؤلات عن الطريق ،هل نحن نسير بالإتجاه الصحيح نحو الاستدامة بما نصنع ونحب؟ بدأ هذا العام برحلة خروج أخرى في ركد أسميناها 🔗 طريق نيوم، صعوبات تواجهنا في كيف لنا أن نستمر في صناعة المحتوى وبحثنا في تصميم نمط الحياة بشكل مستدام. ثم أتت جائحة كورونا مطلع ذلك العام لتعطينا منظور مختلف لكل شيء. صعوبات في السفر، حجر منزلي جعلني أعود لأستقر مرة أخرى في الظهران في ذات البيت الذي خرجت منه قبل في الفصل الخامس قبل ٨ أعوام. وأصبح لركد مقرًا في الدمام أسمينها 🔗 (مكان) صنعنا لنا فيه بيئة لنا ولكل من يلتف حولنا في تصميم نمط الحياة واستمرت المحاولات والسعي والبحث لجعل هذا المشروع ينمو ويستديم.
CHAPTER 09
2019
فصل كوكب اليابان ✈️ 🇯🇵
انتصف عام ٢٠١٢، توقف عن العمل، بلغت الآن الـ ٢٤ من العمر، كنت قد قررت حينها أن أقضي بقية العشرينيات من عمري في البحث عن ما أريد بالفعل! ثم أقضي جل مساري المهني والحياتي فيه. لم أجد ذلك المسار بعد، ولا أعرف هل بالاستمرار في هذه الطريقة بالبحث سأجده أم لا؟ أحد المقاطع القصيرة التي شكلت طريقة تفكيري آن ذاك هو 🔗 مقطع ذبابة مايو كما أحب أن أشير له دائما, يجيب فيها نيل تايسون عن منظوره للحياة القصيرة وكيف يود أن يقضي تجربته الإنسانية فيها. هنا عاد إلي حلم اليابان القديم، منذ كنت في الفصل الثاني (أيام المدرسة) وحلم السفر وتعلم لغتهم وتجربة معيشتهم في البال، قررت أن الفرصة لخوض هذه التجربة قد حان والنافذة قصيرة. لا أعلم كم سأقضي هناك وأين ستصير الأمور بعد ذلك. لكني خططت خطة صغيرة بكل ما جمعته من مال خلال الفصل الرابع وذهبت بتذكرة اتجاه واحد إلى آوساكا، اليابان في الثاني من أكتوبر ٢٠١٢. ولدت معها شخصية مستقلة بشغف ومسارات جديدة للحياة.
🔗 هنا تحدثت في لقاء على بودكاست مستدفر عن تفاصيل تجربة تعلم اللغة وفصل اليابان.
CHAPTER 05
2012
CHAPTER 06
2014
فصل الماجستير والتصميم 📚
بعد قضاء ١٨ شهرًا في آوساكا في نمط حياة بين تعلم اللغة والثقافة وبين الاستعداد مرة أخرى للحياة الجامعية (والتي لم أكن أنوي حقًا أن أكمل فيها) هنا بدأ فصل جديد لإكمال الدراسات العليا بعد قبولي في 🔗 جامعة كيو العريقة في طوكيو بتخصص تصميم الوسائط 🔗 Keio Media Design وكذلك ضمن البرنامج الخاص المسمى بـ 🔗 تصميم الابتكار العالمي Global Innovation Design حيث قضينا كجزء من الدراسة برنامج تبادل طلاب مع جامعتي Imperial Collage London & Royal College of Arts في لندن المملكة المتحدة. ومن ثم فصل في جامعة Pratt Institute في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية. كانت خلطة مكثفة من تجراب ثقافية وتعليمية في صروح مختلفة أثرت وروت شغف الإطلاع والتعلم والسفر في كل من الدول السابقة وساندت لاحقا بحثي الختامي في بحث الماجستير 🔗 هنا مقطع من توثيق مناقشة مشروع الماجستير ،الذي كان يدور حول صناعة وسط بين السرد القصصي وممارسة الرياضة وكيف أن نطور أدوات تساهم في خلق حلقة تحفيزية للبطل سارد القصة وللمتابعين من أجل بناء عادات صحية من خلال هذا الوسط.
في هذا الفصل كذلك استطعت تطوير مهارة الجري لدي والتي تدرجت فيها من قدرة متواضعة إلى أن حققت أول ماراثون لي في ٢٠١٦ 🔗 ماراثون طوكيو، هذا الإنجاز ورحلته فصلتها في برالوقة منفصلة هنا.
فصل الڤاقابوندنق والعودة ✈️ ⛺️
بعد إنهائي لبرنامج الماجستير والتخرج في أكتوبر ٢٠١٦. عدت مرة أخرى إلى السؤال المتكرر ماذا بعد؟ بحث من جديد في مفترق طرق الحياة عن أين وكيف سيكون المسار التالي؟ وماذا يخبئ هذا الفصل وما يليه من دروس وتجارب. 🔗 بداية فصل الڤاقابوندنق -- في نهاية ذات السنة قررت خوض رحلة فريدة من نوعها مع صديقي دحوم استهلينا فيها عام ٢٠١٧ بمغامرة مختلفة. رحلة مسير صامت بمسافة ٨٠٠كم استغرقت منا ١٨ يومًا سميناها 🔗 طريق الأصل. كانت هنا انطلاقة مشروع ركد، كمشروع يجمع همنا لإجابة السؤال، كيف نقضي الوقت ونصمم اسلوب الحياة؟ كانت رحلة الڤاقابوندنق أو حياة الترحال بلا مأوى أو مستقر قد بدأت بالفعل عدة أشهر قبل هذه الرحلة واستمرت لعدة أشهر تلتها حتى أكملت 243 يومًا تخللتها رحلات أخرى 🔗طريق الصحراء و🔗 طريق الهجرة وانتهت تلك الرحلة باستقرار في العاصمة الرياض وببداية عمليفي خطوة لمحاولة إعطاء المسار المهني فرصة أخرى بعد سنوات من الترحال والدراسة وربما اقتراب عمر الثلاثين خلق ضغطًا من نوع آخر، هل آن أن أخذ حياتي المهني على محمل الجد؟
🔗 هنا رابط لحلقة عنوانها (خدعة الهروب من الأنا) لقاء دار بيني وبين عبدالرحمن أبومالح في بودكاست فنجان تم تسجيلها في أواخر هذا الفصل وبها بعضًا من التفصيل.
CHAPTER 07
2017
فصل الطفولة 👶 🇺🇸
قصتي بدأت بالخروج إلى الدنيا في أبريل 1987 في مدينة دورهام بولاية كارولاينا الشمالية، الأمريكية. حينها كان والدي يحضر الدكتوراه هناك بينما والدتي متفرغة لتربيتنا أنا وأخوتي. هذه السنوات المبكرة بدأت تتشكل فيها أولى مقتطفات الذاكرة واللغة والتكوين، بدأ استيعابي للعالم من حولي، وكأي طفل عقله مثل الاسفنجة يمتص كل ما حوله كنت أتلقى واتسائل وألعب وأتعلم من كل شيء تقع عليه يدي وبصري. كان للوالدين في تلك المرحلة دور كبير في نشأتي الفكرية والعقلية والجسدية، فاهتمام أبي بالكتب والقراءة امتدت لي ولإخوتي منذ هذا الفصل، واهتمام والدتي بالتغذية الصحية والعقلية كذلك باختيارها وحرصها على ما نأكل ونشرب ونشاهد ونسمع ونقرأ ونحفظ دور كبير في نمونا واكتساب الأفكار واللغات والتخاطب مع الآخرين.
CHAPTER 01
1987
CHAPTER 04
2009
فصل بداية الاكتشافات 🔍 🚦
أقصد هنا أكتشاف من أكون وأين أريد أن أقضي بقية مساري المهني، الكثير من الطموحات، والأحلام وحياة واحدة فقط أمامي لأختار. كنت في بداية المطاف أتفادى الإلحاح للانخراط السريع في سوق العمل بعد التخرج. قضيت تلك الفترة بين تنظيم لفعاليات 🔗 TEDx في المنطقة والتي كانت حينها حديثة على الساحة وفي ذات الأثناء كنت حديث عهد باستكشاف السفر الاقتصادي وما ينطوي عليه من المغامرة والدهشة. لاحقاً في ٢٠١١ تحققت لي إحدى وظائف الحلم منذ كنت في الجامعة، فأصبحت موظفًا في عملاق البحث Google مع الفريق الناشئ كان مقرها في دبي آن ذاك ويغطي السوق السعودية. تعلمت خلال تلك الفترة التي استمرت لقرابة السنة الكثير كونها الوظيفة الرسمية الأولى بالنسبة لي وفي شركة عالمية وفريق من شتى دول العالم، وتحديات مختلفة. إلا إني أيضًا اكتشفت أن ذلك المسار لا يناسب لعبة الحياة التي أريد. وعادت لي رغبة عارمة للتغير. وسؤال يتكرر، ماذا أريد إذًا؟
الفصل الحالي 🔰
لم آت بأسم لهذا الفصل بعد، لكن أبرز ما يلوح به الآن هو عقلية المبتدئ. أصبحت لا آخذ الأمور أو الأشخاص على المضمون، أذكر نفسي دومًا بالامتنان لكل من حولي ويحسن إلي. هذا الفصل أعدت فيه النظر لقرارات كثيرة. بدأً بتعريف جديد لعلاقاتي العائلية والاجتماعية، ورحلة تكوين الأسرة الجديدة بكل ما فيها من جمال وتحديات. كذلك إعادة لتعريف الحاجة وإعادة لتصميم نموذج العمل لدي، لأبدأ فيها طريقة عمل مختلفة عن كل ما كنت قد جربته سلفًا ومستفيدًا من نجاحاتها وإخفاقاتها. وبدءً بوظيفة ومسؤلية جديدة في نهاية 2022 أبدأ فيها بعقلية المبتدئ كذلك لما فيها من مهام ومسؤوليات جديدة لم اعتد عليها من قبل، مع شركة أحبها وأحترم ما تصنع صانعًا تجمع ما بين حبي للتصميم وتطويري لمهارات اتخاذ القرارات.
متطلع لهذا الفصل بكل خباياه، وما عسى مسماه سيكون؟ ومهما صعبت الظروف، وتكثفت التحديات، فالإيمان بالله كبير، والسعي اليومي مستمر.
CHAPTER 11
2022
في مجلس الاهتمامات
التصميم
عندما أسمع كلمة "تصميم" يظهر في مخيلتي برنامج الفوتوشوب لكن هذا المعنى تغير تمامًا أثناء مرحلة الجامعة وما بعدها. أصبحت كلمة التصميم مرادفة للتخطيط وخلق الشي بقصد ومعنى، ويأتي عكسها الصدفة والعشوائية.
وهذا ما شدني لاحقًا لاختيار برنامج الماجستير ليكون في تصميم الوسائط حيث اجتمع اهتمامي التصميم، بالسرد القصصي، والبحث في مكان واحد.
و تباعًا، أصبحت عملية التصميم هي وجهتي وأداتي الأولى لحل المشكلات وإحدى هذه المشكلات هي مشكلة تحسين وتخطيط نمط الحياة. ولأن مجالات التصميم من حولنا كثيرة، فهناك المصمم المعماري والمصمم الداخلي والمصمم الچرافيكي ... والقائمة تطول. فهناك في كل منا مصمم نمط حياة. طالما أننا نخوض التجارب ونراكم الخبرات والمعرفة ولدينا رغبة لنعيش أسلوب ونمط حياة بقصد ومعنى فنحن إذن مصممين لأنماط حياتنا.
الترحال
استطيع القول أني اكتشفت الترحال في الفصل الثالث من حياتي وتحديدًا في ٢٠٠٨ بعد أول رحلة لي فيها تشجعت فيها بالسفر وحيدًا إلى الخارج وتعلمت من خلالها أساليب السفر الاقتصادي كاستخدام ما يسمى بالـ Couchsurfing، أو السكن في الهوستلات وبيوت الغرباء من أهل البلاد والتعلم عن ثقافاتهم وحياتهم. اسلوب السفر هذا كان يلبي الفضول والمتعة ويضمن القدرة على الاكتشاف لفترات أطول. هذا الاسلوب استمر معي لفصول تالية وكون شخصية من أكون في السفر.
تعلمت بعدها اسلوب السفر مع الأصدقاء ،كيف نصمم معا تجارب ومغامرات نصنع من خلالها تجارب عميقة تجعلنا بشرًا أفضل وتقوي روابطنا وأساليب تواصلنا وفهمنا للعالم.
لا زلت إلى اليوم أبحث عن فرص للسفر وإيجاد الدهشة أينما كانت. وأصبح واضحًا لي دور التصميم والتخطيط لخلق فرص عفوية ودهشات أكثر من خلال السفر والترحال.
التوثيق
بدأت رحلتي مع التوثيق في الفصل الثالث وتحديدًا في ٢٠٠٧ أيام الجامعة، كنت منبهرًا من ذاك الشعور الجميل الذي يأتي عندما تتصفح صورًا لرحلة أو طلعة ما وتستعيد فيها الذكريات. وبس. التوثيق بالنسبة لي كان مجرد تصوير ثم قدرتك على مشاهدة الصور مرة أخرى لاستعادة الذكريات. بدأت أخذ منحى التوثيق لمرحلة أخرى وصرت أشيل معي الكاميرا معي كل يوم، في المحاضرات وقاعات الفصل، في طلعات الغداء مع الأصدقاء، أي فعالية أو مناسبة طبعًا صار معروف مين بيصور.
في ٢٠٠٩ أصبح لدي مشروع أسميته DPDP: Daily Photo Diary Project ولأن فيه توثيق صرت أفتح عيني على كل شي يستاهل توثيق، أكل جديد، وقت ممتع مع صديق، كتاب أقرأه، لوحة عجيبة في الشارع، مبنى أو تصميم خلاق، ... تحول هوس التوثيق هذا مع الوقت إلى أشكال متعددة. هذه الأيام، تخففت من كثير من زخم تجميع التوثيقات وصرت مركز على عدد محدود من الأشياء ذات قيمة لتوثيقها. وأصبحت مهتم أكثر بكتابة اليوميات كأسلوب للتوثيق في كتابي الأسود. وكما هو مع الجري والعادات الأخرى. أصبحت أرى التوثيق كرفيق معي في رحلة الحياة. وطالما أن هناك رغبة في التطوير. وكما يقول بيتر دركر، ما لا يمكن قياسه لا يمكن تطويره.
القصص
عندما أسمع كلمة سرد قصصي، أول ما يتبادر إلى ذهني هو -- كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، -- كان الحال عندك كذلك فلست على خطأ. كلننا ننجذب لقصة جميلة، لكن هل فعلا هذا المصطلح مقتصر فقط على رواية القصص؟
بدأ اهتمامي بالقصص بشكل تقني في الفصل السابع وأثناء تحضير الماجستير، عرفت حينها أن انجذابي لسالفة حلوه أو فلم شيق أو إعلان مدهش أو موقع مصمم سلس وسهل ليس محض صدفة بل يجمعهم كلهم أمر واحد وهو تطبيق لأصول السرد القصصي، من بعدها صرت أحرص على تطوير هالمهارة وصار يجذب انتباهي كل ما يمكن أن يجعل القصة أفضل ويحقق هدف التأثير الفعال اللي تفتقر له أشياء كثيرة.
الجري
لم تكن الرياضة شيئًا أساسًا في طفولتي، كانت حراسة المرمى هي المركز الافتراضي لي أثناء لعب كرة القدم. بدأ اهتمامي بالجري صدفة أثناء محاولتي لتعبئة نقاط سوارة Nike+ Fuel Band عام ٢٠١٢ تزامن هذا مع اهتمامي بالتوثيق والتقنية التي نلبسها لمراقبة الأرقام ومحاولة تطوير أنفسنا وصحتنا من خلالها. بالتدريج والمتابعة وصلت اللأرقام بعد عدة سنوات من الجري والسرد القصصي للجري (هنا سرد القصة بالتفصيل في مؤتمر QS2018) إلى أن تحول الجري لعادة يومية، أشحن فيها نشاطي وأستكشف فيها المدن الجديدة أثناء السفر.
أكتشفت لاحقًا في سنة الماراثونات، أن هناك سوقًا شائعة للسياحة الرياضية، حيث يسافر المهتمين بباقات سفر متكاملة من مسكن ومواصلات وتحوي مشاركة في منافسة جري أو ماراثون ما.
رياضة الجري تحديدًا قد تبدو لك من الظاهر أنها بسيطة، فقط ضع لباسًا خفيفا وحذاء (أو حافي) و أركض. لكن كلما تعمقت في أغوارها أكتشفت أنها عالم مليء بالتقنيات والعلوم وبوابة واسعة لفهم أجسادنا وصيانة صحتنا العقلية قبل الجسدية.
البحث
الفضول الفطري نعمة، فقرة الدهشة والـ أهاا! التي تأتي بعد بحث وجهد واكتشاف هي متعة ما بعدها متعة. هذا يجعل من القراءة والسفر والتوثيق والدراسة أدوات لا أستغني عنها في حلي وترحالي. منذ أيام الدراسة وخلال الجامعة وإلى الآن ومواضيع البحث والاهتمام تتنوع وتتغير لكن هي الأداة واحدة.
أصبح الموضوع الأساس هذه الأيام موضوع تصميم نمط الحياة وتنبثق منه مواضيع أخرى كخلق العادات وتصميم نمط العمل ودور السرد القصصي مع التوثيق في التأثير بكل هذا.
ولا أزلت أتوق لتطوير أدوات البحث ولاتعلم وأندهش وأشارك المزيد.